العلاقة بين صحة الرجل الإنجابية وأمراض السمنة

في هذه المقالة نناقش العلاقة بين صحة الرجل الإنجابية وأمراض السمنة، وتسلط الضوء على التأثير السلبي للسمنة على صحة الرجل وقدرته على الإنجاب. كما يتم استعراض العوامل المؤثرة والنصائح للحفاظ على صحة الرجل الإنجابية عن طريق مكافحة السمنة.

من المعروف عن السمنة أنها من الأمراض الحديثة، والتي ظهرت نتيجة للروتين السريع ونمط الحياة المتغير.

وأثبتت الدراسات التي أُجريت على مرضى السمنة أن ٩٠٪ منهم يعانون من مضاعفات السمنة من: ارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، ومرض السكري من النوع الثاني، وتكرار حدوث الجلطات، تأخر الإنجاب عند السيدات وتأثر الخصوبة عند الرجال.

ومن هنا ظهر الارتباط الوثيق بين أمراض السمنة ومضاعفاتها، وبين صحة الرجل الانجابية.

العلاقة بين صحة الرجل الإنجابية وأمراض السمنة
العلاقة بين صحة الرجل الإنجابية وأمراض السمنة

ما المقصود بـ صحة الرجل الإنجابية؟

تُقاس الصحة الإنجابية لدى الرجال بمستوى الخصوبة لديهم، والذي يرتبط بشكل الحيوانات المنوية وعددها وحركتها.

فكلما زاد عدد الحيوانات المنوية التي تُنتَج من الخصيتين وزادت سرعتها خلال رحلتها وصولاً إلى البويضة، زادت فرص تلقيح البويضة وهذا يُعبِر عن مستوى خصوبة جيد لدى الرجل. 

ويُشخص الطبيب مشكلات الصحة الإنجابية وتأخر الإنجاب عند الرجل باستخدام تحليل السائل المنوي الذي يقيس كمية السائل ودرجة اللزوجة و الحموضة أو القلوية للسائل، وعدد الحيوانات المنوية وخصائصها مثل حركتها ودرجة التشوهات بها.

ما هي العوامل التي تؤثر على الصحة الإنجابية للرجل؟ 

تتأثر الصحة الإنجابية للرجل وقدرته على الإنجاب بالعديد من العوامل، يلخصها لك الدكتور كريم صبري في النقاط التالية : 

  • نمط الحياة الخاطئ. 
  • التدخين.
  • إدمان الكحوليات.
  • التعرض للمُلوثات البيئية مثل الإشعاع أو المعادن الثقيلة والمواد الكيميائية الصناعية.
  • بعض الأدوية مثل المُنشطات البِنائِيَّة.
  • السمنة المفرطة
  • وجود إصابة سابقة في منطقة الخصيتين.

ما العلاقة بين صحة الرجل الإنجابية وأمراض السمنة؟

إن تأثير السمنة على الرجل يظهر بطريقة مباشرة وغير مباشرة، من خلال التأثير على هرمونات الذكورة والسائل المنوي، وأيضا تُسبب السمنة خلل في النوم والرغبة الجنسية، وجميعها عوامل تؤثر على صحة الرجل الانجابية. 

إن زيادة نسبة الأنسجة الدهنية في الجسم نتيجة السمنة أو السمنة المفرطة تُسبب تغيرات جسدية وهرمونية، التغييرات الجسدية تتضمن ارتفاع درجة حرارة كيس الصفن، مما يؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية.

أيضًا زيادة نسبة حدوث مرض انقطاع التنفس أثناء النوم، والضعف الجنسي أو ضعف الانتصاب.

والتغييرات الهرمونية تتضمن زيادة هرمونات اللبتين والأنسولين والاستروجين وانخفاض مستوى هرمون التستوستيرون، والخلل في هذه الهرمونات يتسبب في قلة الحيوانات المنوية، أو انعدام الحيوانات المنوية في السائل المنوي.

هرمونات الخصوبة للرجال والسمنة

  • ترتبط السمنة وانخفاض هرمون الذكورة (هرمون التستوستيرون) مما يؤثر على الخصوبة، حيث أن الخلايا الدهنية بها عدة إنزيمات مثل إنزيم الأروماتيز، وهذا الإنزيم يقوم بتحويل الهرمونات الذكورية إلى الهرمونات الأنثوية.
  • أثبتت بعض الأبحاث أن السمنة تؤدي إلى انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون بنسبة 25-32% عن المستوى الطبيعي.
  • يؤثر الخلل الحادث في هرمونات الذكورة على وظائف الخصيتين في إنتاج هرمون التستوستيرون والحيوانات المنوية.
  • يؤثر ارتفاع الأنسولين في الدم نتيجة مقاومة الجسم للأنسولين كعرض جانبي للسمنة على مستوى هرمون التستوستيرون، لذا يعاني الرجال المصابون بمرض السكري النوع الثاني بالإضافة للسمنة من قصور الغدد التناسلية.
  • تقوم الأنسجة الدهنية البيضاء بتصنيع هرمون اللبتين، ويساعد هذا الهرمون في عملية الأيض والتمثيل الغذائي وتنظيم الشهية، كما أن له العديد من الأدوار مثل تنظيم وظائف الغدد الصماء العصبية، كما يؤثر في عملية البلوغ والتكاثر الجنسي، وعندما يُفرز بكمية كبيرة نتيجة زيادة كمية النسيج الدهني في حالة السمنة يتسبب في قلة إنتاج السائل المنوي وانخفاض نسبة التستوستيرون.

تكوين الحيوانات المنوية والسمنة

أثبتت بعض التجارب على مجموعة من المرضى الذين يعانون من السمنة ومرض السكري من النوع الثاني أن ارتفاع نسبة الأنسولين في الدم نتيجة زيادة مقاومة الجسم للأنسولين تسبب التغيرات الجينية في DNA أو الحمض النووي للحيوانات المنوية مما يؤثر على الخصوبة.

السموم البيئية والإجهاد التأكسدي 

معظم السموم البيئية تتكون من مواد قابلة للذوبان في الدهون، لذا في حالة السمنة، تتجمع هذه السموم بكميات كبيرة في الأنسجة الدهنية الموجودة بجميع أنحاء الجسم وخاصة في الأنسجة الدهنية المحيطة بوعاء الخصيتين والخصيتين، مما يُسبب خلل في هرمونات الخصوبة للرجال. 

لذا يرتبط وجود كميات كبيرة من هذه الملوثات البيئية في الجسم في حالات السمنة المفرطة بالخلل في تكوين الحيوانات المنوية ويقل إنتاج السائل المنوي. 

أثبتت الأبحاث أن السمنة والعوامل المرتبطة بها مثل مقاومة الإنسولين وعسر شحميات الدم تزيد من الإجهاد التأكسدي في الجسم، مما يؤدي إلى خلل في الحمض النووي DNA للحيوانات المنوية، كما تؤثر على تكوين ووظائف الحيوان المنوي وقدرته على الحركة. 

السمنة وضعف الانتصاب

يرتبط ضعف الانتصاب بشكل كبير بالسمنة، إذ أن حوالي 76% من المرضى الذين يعانون من السمنة أو السمنة المفرطة تحدث لهم مشاكل ضعف الانتصاب وفقدان الرغبة الجنسية.

وربطت بعض الأبحاث وجود مشاكل ضعف الانتصاب في حالة مرضى السكري النوع الثاني وأمراض القلب، وهذه جميعها قد تكون من مضاعفات السمنة. 

كيف يمكن تحسين الخصوبة والصحة الإنجابية للرجل؟

يختلف علاج ضعف الخصوبة أو العقم في حالة الرجال الذين يعانون من السمنة أو السمنة المفرطة عن العلاج في حالة المرضى ذوي الوزن الطبيعي، إذ يقوم الطبيب بالتركيز على تأثيرات السمنة على الجهاز التناسلي للرجل.

بالطبع خسارة الوزن الزائد هي الحل الأمثل لبدء علاج قلة الخصوبة المرتبطة بأمراض السمنة، حيث وجدت بعض التجارب أن الرجال الذين يفقدون الوزن الزائد بطرق طبيعية مثل الحمية الغذائية وممارسة التمارين الرياضية يلاحظون ارتفاع في مستوى هرمونات الذكورة، وتحسين خصائص السائل المنوي، بالإضافة إلى تحسن مشاكل ضعف الانتصاب وفقدان الرغبة الجنسية.

أثبتت الدراسات أيضًا نجاح عمليات تحويل المسار وتكميم المعدة في خسارة الوزن الزائد، مما يساهم بشكل كبير في تقليل آثار السمنة على مستوى هرمونات الخصوبة عند الرجال، إذ يُلاحظ الطبيب بعد إجراء أي من هذه العمليات زيادة واضحة في نسبة هرمون التستوستيرون وتحسين القدرة الجنسية للرجال.

Scroll to Top