تعتبر السمنة من الأمراض التي تسبب تغيرات هرمونية في جسم الإنسان بشكل عام؛ مما يؤدي إلى تأخر الإنجاب، وهي مشكلة شائعة بين النساء في سن الإنجاب وأكدت الأبحاث العلمية وجود علاقة بين السمنة وتأخر الحمل و أن الوزن الزائد عامل معروف لمشاكل التبويض، و يساهم أيضًا في العقم عند النساء اللواتي تتم عندهم عملية التبويض بشكل طبيعي.
فمن المعروف عن السمنة أنها دائمًا ما تتسبب في زيادة نسبة الإصابة بأمراض القلب والسكري ومشاكل الظهر والمفاصل والعديد من الحالات الأخرى. وأثبتت .الأبحاث مؤخرًا أن السمنة وتأخر الإنجاب بينهم علاقة وطيدة فهي تؤثر بشكل مباشر على الحالة الإنجابية عند الرجال والنساء
كيف تؤثر السمنة على تأخرالحمل؟
العلاقة بين السمنة والوظائف التناسلية معروفة منذ عدة سنوات ومازال العلماء يحاولون البحث في هذه المنطقة ومع ذلك؛ من الصعب وصف كيفية تأثير السمنة على الجهاز التناسلي لأنها معقدة ومتعددة العوامل.
لكن هناك العديد من الطرق التي تؤثر بها السمنة على الإنجاب مثل:
-
الوزن الزائد يؤثر على الهرمونات
عندما يتجاوز مؤشر كتلة الجسم فئة زيادة الوزن (مؤشر كتلة الجسم من 25 إلى 29 كجم/م2) إلى فئة السمنة (مؤشر كتلة الجسم أكبر من 30 كجم/م2)، قد تحدث تغييرات هرمونية في الجسم تتسبب في ظهور خلل في مستويات الهرمونات الطبيعية مثل الإستروجين، مما يقلل من فرص الحمل.
-
السمنة تؤدي إلى ظهور مقاومة الأنسولين
يؤدي عدم التوازن الهرموني الذي ينتج عن السمنة إلى زيادة مقاومة الأنسولين؛ وهو يعتبر عامل خطر رئيسي لمرض السكري – لكنه أيضًا يؤثر على الإنجاب، فهو يخلق دورات شهرية غير طبيعية، كما أن مقاومة الأنسولين تؤدي إلى ضعف التبويض، بحيث لا ينتج الجسم البويضات بشكل صحيح.
-
السمنة تؤثر على الحمل الطبيعي
الوزن الزائد يجعل عملية الحمل أكثر صعوبة؛ بغض النظر عما إذا كنتِ تستخدمي الوسائل الطبيعية أو عن طريق التقنيات الإنجابية الحديثة مثل الإخصاب خارج الرحم أو الحقن المجهري “In Vitro Fertilization“.
كما أنه يزيد من خطر الإصابة بالإجهاض، فقد تحدث هذه المشكلة بسبب الاضطرابات الهرمونية المذكورة أعلاه أو بسبب إنتاج الجسم للبويضات ضعيفة الجودة.
-
السمنة تقلل من خصوبة الرجال أيضًا
التركيز الأكبر على السمنة وعدم الإنجاب يُنسب إلى النساء؛ على الرغم من أنها تؤثر على الرجال أيضًا.
فبالنسبة للرجال؛ تتسبب السمنة في انخفاض هرمون التستوستيرون، مما يؤدي إلى العقم وظهور ضعف الانتصاب الذي يزداد مع زيادة الوزن.
ما العلاقة بين السمنة وتأخر الحمل؟
بالإضافة إلى تقليل الخصوبة وتقليل فرص الإنجاب لدى الرجال؛ تعتبر السمنة المفرطة سبب أساسي في تأخر الحمل عند المرأة وينتج عن ذلك:
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
- التأثير على العلاجات الخاصة بالخصوبة.
- احتمالية حدوث الإجهاض بسبب الوزن الزائد.
كما أن السمنة تتسبب في ظهور مشكلات أخرى في وجود الحمل مثل تعرض السيدات لسكر الحمل، زيادة فرص ارتفاع ضغط الدم، ومن ثَم حدوث تسمم حمل وخطر الولادة المبكرة والضرر بالأم والجنين.
ما العلاقة بين الإجهاض والسمنة؟
تزيد السمنة من معدل الإجهاض؛ وبالتالي تقلل من نسبة حدوث الحمل الناجح، وقد يحدث ذلك بسبب قلة جودة البويضات التي تنتجها المرأة، أو ضعف في استقبال البويضة المخصبة على الرحم – يرجع بشكل رئيسي إلى مقاومة الأنسولين – أو خلل في مستويات الهرمونات التي تساعد على صحة الحمل والحفاظ عليه.
ما هو الحل لمشاكل السمنة وتأخر الحمل؟
أظهرت بعض الدراسات أن المرأة التي تعاني من السمنة تكون استجابتها للأدوية وعلاجات الخصوبة ضعيفة، وذلك لأن الوزن الزائد يعيق امتصاص تلك الأدوية وقد ترفض بعض مراكز التلقيح الصناعي علاج حالات السمنة المفرطة إلا بعد خسارة الوزن.
فقدان الوزن الزائد يساعد على زيادة فرص الإنجاب ويقلل من اضطرابات الهرمونات الناتجة عن السمنة، فلابد من التركيز على تغيير بعض العادات اليومية في نمط الحياة واتباع العادات الغذائية الصحية والصحيحة، وكذلك ممارسة التمارين الرياضية وغيرها من السلوكيات الصحية التي لابد من الحفاظ عليها خلال اليوم.
وإذا لم تنجح الطرق التقليدية في ظهور نتيجة واضحة لخسارة الوزن قد يتجه البعض لإجراء عمليات وجراحات علاج السمنة مثل عملية تكميم المعدة أو تحويل مسار المعدة لخسارة الوزن بشكل أسرع وعلاج مشكلة السمنة وتأخر الحمل.