ما هي عملية ثنائي التقسيم؟

بسبب انه يوماً بعد يوم يزداد حرص شريحة واسعة من السيدات والرجال على الحصول على جسدٍ صحيّ وقوامٍ ممشوق ومظهر جذاب والتخلص من أسوأ المشاكل الصحية التي تؤرق عدداً كبيراً من الأشخاص على مستوى العالم اليوم ألا وهي مشكلة السمنة، لذلك فقد بات الجميع يحرص على معرفة آخر الطرق والحلول المبتكرة التي اجتهد الأطباء في الوصول إليها وتطويرها من أجل التخلص من مشكلة السمنة واستعادة مظهر الجسم الصحي . 

ومن بين تلك الحلول ظهرت تقنية تحويل مسار المعدة التي تهدف الى خسارة الوزن بشكلٍ تدريجي على المدى البعيد من خلال تقليل كمية الطعام الممتصة عبر جدران الجهاز الهضمي،

أما بعد رواج عملية تحويل مسار المعدة حاول المختصون في هذا المجال القيام بها بطُرق أكثر تطوراً فظهرت عملية تحويل مسار المعدة المصغر ثم فيما بعد ظهرت عملية تحويل مسار المعدة ثنائي التقسيم والتي تعتبر الشكل الأكثر تطوراً من بين مختلف الأنواع الأخرى.

 ومن خلال هذا الفصل سنحاول الاجابة عن اسئلتكم حول عملية تحويل مسار المعدة ثنائي التقسيم، ما هي وكيف تتم، من هم الأشخاص المرشحون لها ، ما هي أبرز مميزاتها ومضاعفاتها ، كم تبلغ تكلفتها التقريبية، الى جانب مجموعة أخرى متنوعة من المعلومات التي قد تهمك .

ما هي عملية ثنائي التقسيم؟

عملية تحويل مسار المعدة ثنائي التقسيم أو ما تسمى طبياً بالساسي ( SASI ) هي واحدة من أحدث أنواع جراحات تحويل مسار المعدة، وسميت بهذا الإسم لأنه يتم من خلالها تقسيم مسار الطعام الداخل الى المعدة إلى مسارين: 

المسار الأول هو المسار المعتاد للطعام 

 أما المسار الثاني للطعام فيكون من المعدة الى نهاية الأمعاء الدقيقة مباشرة متخطياً بذلك جزءاً كبيراً من مساحة الأمعاء. 

وتتضمن عملية الساسي ( SASI ) القيام بعملية تحويل مسار المعدة جنباً الى جنب مع عملية تكميم المعدة.

ما هي خطوات عملية ثنائي التقسيم؟

قد تتضمن هذه الجراحة المرور بثلاثِ خطواتٍ أساسية، وهي:

الخطوة الأولى: في بداية الأمر يتم إخضاع المريض الى التخدير الكلي أو الجزئي بحسب ما يقرره الجراح ويراه ملائماً لحالة المريض الصحية .

الخطوة الثانية: يقوم الطبيب بعد ذلك بقص جزء كبير من المعدة ( ثلثي المعدة تقريباً ) شاملاً باطن المعدة وهو المكان الذي يسمح لعضلات المعدة فيه بالتمدد خاصة إذا ما تم إفراز الهرمونات المسؤولة عن تحفيز الشعور بالجوع ، هذه الخطوة تسمى ( تكميم المعدة ) .

الخطوة الثالثة: بعد ذلك يتم عمل مسار استثنائي أو وصلة ما بين المعدة والأمعاء الدقيقة بهدف تحجيم كمية الطعام والسعرات الحرارية الممتصة إلى الدورة الدموية.

وبنهاية العملية يصبح هناك مسارين للطعام داخل الجسم، المسار الأول هو المسار الجديد الواصل ما بين المعدة والأمعاء مباشرة على هيئة حرف ( Y ) أما المسار الآخر فهو المسار الطبيعي للطعام، وعليه تصبح المحصلة النهائية للجراحة بأن كمية الطعام التي تمر من خلال الوصلة أو المسار التي تم صناعته تتجاوز ثُلثيّ كمية الطعام التي يتناولها الفرد في كلّ مرّة، في حين أن كمية الطعام التي تسير في مسارها الطبيعي لا تتجاوز ثلث هذه الكمية مما يساهم بشكلٍ ممتاز في تقليل كمية الطعام الممتصة والتخلص من مشكلة السمنة والدهون المتراكمة بشكلٍ تدريجيّ وفعال .

ما هي الخطة الغذائية المعتمدة بعد إجراء الجراحة؟

فيتم تقسيم النظام الغذائي بعد هذه الجراحة الى 3 مراحل: 

المرحلة الأولى: تناول السوائل فقط والاكتفاء بها وتستمر هذه المرحلة لفترة تتراوح ما بين أسبوع إلى 10 أيام بعد إجراء الجراحة .

المرحلة الثانية: تناول الأطعمة اللينة شبه السائلة وعادة ما يستمر المريض في تناول هذه الأطعمة لفترة قصيرة ثم يبدأ في المرحلة التالية بشكلٍ تدريجي .

المرحلة الثالثة: تناول الأطعمة سهلة الهضم والبعد عن الأطعمة المحتوية على الألياف .

من هم الأشخاص المرشحون لخوض هذه الجراحة؟ 

علي هذا فالأشخاص الذين يزيد مؤشر كتلة أجسادهم عن 35 ، والذين لم تجدي معهم الوسائل التقليدية لفقدان الوزن مثل الحميات الغذائية والأنشطة الرياضية نفعاً في خسارة أوزانهم.

الأشخاص الذين يتمتعون بصحةٍ جيدة بشكلٍ عام ولا يعانون من أي عوارض صحية أخرى قد تكون متسببةً في زيادة أوزانهم مثل مرض السكري وغير ذلك.

الأشخاص الذين لا يعانون من مشكلة سيولة الدم حيثُ إن عدم القدرة على تجلط الدم يزيد كثيراً من مخاطر الجراحة وربّما يدفع في نهاية الأمر الى استبدالها بطرُق اخرى ( غير جراحية ) أقل خطورة.

الأشخاص الذين لا تقل أعمارهم عن 18 عاماً حيث أن شكل الجسم يبقى في تغّير مستمر قبل هذه المرحلة ، وأيضاً لا تزيد أعمارهم عن 65 عاماً أو أقل من ذلك قليلاً بحسب حالة المريض الصحية .

الأشخاص الذين يعانون من مضاعفات السمنة ولا يستطيعون القيام بمهامهم اليومية بصورة طبيعية نتيجةً لهذه المضاعفات مثل هشاشة العظام ، تآكل المفاصل، تصلب الشرايين وغير ذلك .

ما مميزات عملية ثنائي التقسيم؟

الفعالية العالية: تتميز عملية الساسي بفعاليتها المذهلة من حيث نتائج الجراحة، حيث يتجاوز معدّل فقدان الدهون نسبة الـ 60% خلال الستة أشهر الأولى من إجراء الجراحة .

السهولة والسرعة: لا يستغرق القيام بإجراء هذه الجراحة سوى لفترة زمنية لا تتجاوز الساعة أو الساعة والنصف ويقوم الجراح باجرائها من خلال المنظار، لذلك فهي تعد المسار الجراحي الأسهل والأسرع من بين باقي مسارات تحويل مسار المعدة الأخرى .

معدلات أمان مرتفعة: تعتبر عملية تحويل المسار ثنائي التقسيم هي الأقل من حيث المخاطر والمضاعفات مقارنة بباقي عمليات تحويل مسار المعدة الأخرى. 

الدور العلاجي: أثبتت الدراسات والأبحاث التي أجرتها جامعة أوسلو في النرويج على مجموعة من المرضى الخاضعين لهذه الجراحة بأن لها دوراً فعالاً وحقيقياً في الشفاء من مرض السكري من النوع الثاني بشكلٍ تام . 

كما أنها تساهم في التقليل من الكولسترول وضغط الدم المرتفع مما يساعد في الوقاية من النوبات القلبية والجلطات المحتملة.

تحسين هيئة الجسم: تساعد هذه الجراحة في تحسين صورة الجسم مما يترك أثراً ايجابياً على صحة الإنسان النفسية وثقته بنفسه.

مضاعفات أو مخاطر عملية ثنائي التقسيم

مخاطر العدوى: تعتبر مشكلة انتقال العدوى أحد أخطر المشاكل التي قد تتعرض لها خلال خضوعك لهذه الجراحة، والسبب وراء ذلك هو القيام باستخدام ادوات طبية ملوثة أو عدم الاهتمام بتعقيم الأجهزة والمكان المخصص لإجراء العملية، لذا فمن المهم جداً اختيار المركز الصحي ذو التقييم الجيد من ناحية الاهتمام بإجراءات النظافة والتعقيم من أجل تلافي هذا الأمر.

خطر النزيف: وهو خطر نادر الحدوث خاصة اذا امتلك الطبيب المهارة الكافية لاجراء هذه الجراحة وحسن التصرف في حال حدوث أي تطورات محتملة.

مخاطر التخدير: في جراحة تحويل المسار ثنائي التقسيم يتم اخضاع المريض للتخدير الكلي او الجزئي بحسب ما يراه الطبيب ملائماً لحالته الصحية مما يقلل كثيراً من معدلات أمان هذه الجراحة .

احتمالية عودة السمنة مرّة اخرى: وهو عرضٌ وارد نتيجة وجود الخلايا الدهنية التي تمتلك الاستعداد الدائم لتخزين الدهون بداخلها مما يرجح عودة تراكم الدهون بها في أي وقت .خطر التسريب : وهو واحد من أشهر مضاعفات هذه الجراحة والذي عادةً ما يحدث نتيجة تسرب الطعام من المعدة الى الأحشاء الداخلية للجسم مما يتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً

تكلفة عملية ثنائي التقسيم

فلا شك بأن تكلفة العمليات الجراحية بشكلٍ عام هي تكلفة متباينة ومختلفة تبعاً للعديد من العوامل المتغيرة ، وفي حالة عملية تحويل مسار المعدة ثنائي التقسيم فإن التكلفة التقريبية لهذه الجراحة تختلف تبعاً لـ : 

مهارة الجراح الذي سوف تثق به لإجراء الجراحة ومستوى الشهادات والزمالات الحاصل عليها وعدد العمليات المشابهة التي قام بها سابقاً .

مستوى المركز الطبي وتقييمه من قبل العملاء ومدى اهتمامهم بإجراءات النظافة والتعقيم.

تختلف تكلفة الجراحة بحسب نوع التخدير المستخدم وتزيد في حال القيام بتخديرٍ كليّ .تكلفة السياحة العلاجية إن وُجدت

وتعتبر قيمة إجراء هذه الجراحة تحديداً مرتفعةً بالمقارنة بباقي جراحات السمنة الأخرى وذلك لكونها تشتمل على نوعين من الجراحة:

  • النوع الأول هو تكميم المعدة 
  • الثاني هو تحويل مسار المعدة
Scroll to Top