يعد التسريب واحد من أهم المخاطر والمضاعفات التي يمكن أن تحدث في بعض جراحات السمنة، وخاصة بعد عملية تكميم المعدة، فكيف يحدث التسريب بعد تكميم المعدة ؟ وما هي أعراضه وعلاجه؟ وكيف يمكن تجنب التسريب بعد تكميم المعده؟
إن عملية تكميم المعدة هي إحدى جراحات السمنة التي يلجأ إليها المرضى في حالة عدم الحصول على أي فائدة تذكر من الطرق التقليدية للتخلص من الوزن الزائد.
حيث يتم في هذه العملية استئصال معظم أجزاء المعدة بما يقارب أربعة أخماس حجمها، والإبقاء على الجزء الأخير منها للحصول على حجم معدة أصغر للتقليل من كمية الطعام المتناول وتقليل امتصاص الطعام في الجسم.
ما هو التسريب بعد تكميم المعدة؟
يعد التسريب بعد تكميم المعده واحدًا من المضاعفات التي تحدث بعد عملية تكميم المعدة بالمنظار، حيث تتسرب محتويات المعده إلى الخارج، مسببة التهابًا شديدًا في الغشاء البريتوني، وقد يودي بحياة الشخص المريض إذا لم يأت التدخل في الوقت المناسب.
فالتأخر في علاجها يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالالتهابات الرئوية أو قرحة المعدة أو تكون الناسور وغيرها من المخاطر الصحية الأخرى.
وقد قام الأطباء بتقسيم التسريب الذي يتعرض له المريض إلى عدة أنواع بناءً على التوقيت الذي حدث فيه:
- التسريب المبكر: وهو التسريب الذي يمكن أن يحدث في الأيام الثلاثة الأولى بعد إجراء عملية تكميم المعد.
- التسريب المتوسط: وهو التسريب الذي يحدث عادة بعد أسبوع أو عشرة أيام من إجراء عملية تكميم المعده.
- التسريب المتأخر: يحدث هذا التسريب بعد فترة طويلة نسبيًا من عملية التكميم، أي خلال ما يقارب خمسة أسابيع أو أكثر من العملية.
ما هي أعراض التسريب بعد تكميم المعدة، وكيف يمكن تشخيصه؟
تتضمن أعراض التسريب بعد تكميم المعدة ما يلي:
- الشعور بآلام في منطقة المعدة من البطن.
- الشعور بآلام في منطقة الكتف الأيسر.
- ارتفاع درجة حرارة جسم المريض.
- الشعور بالغثيان وعدم القدرة على التنفس.
- ملاحظة تسريب من الجرح الناتج عن العملية.
- زيادة معدل ضربات القلب.
بعد إجراء عملية تكميم المعدة، يؤكد الطبيب على المضاعفات التي يمكن أن تحدث للمريض والتي يتوجب عليه حينها الاتصال به، ومن ضمنها أعراض التسريب.
فالخطوة الأولى عند ملاحظة هذه الأعراض هي الاتصال بالطبيب فورًا، ومن ثم يقرر الطبيب الإجراءات والفحوص الطبية التي يحتاجها لتأكيد تشخيص التسريب مثل التصوير بالأشعة أو حتى استخدام المنظار لتحديد مكان التسريب.
وبناءً على ذلك يحدد الطبيب التدخل المناسب لعلاج الحالة سواء علاجًا تحفظيًا إذا كان الحالة ليس حادة وعاجلة، أو من خلال التدخل الجراحي إذا كانت حالة المريض غير مستقرة وعاجلة.
ما هو علاج التسريب بعد عملية تكميم المعدة؟
يعتمد علاج التسريب بعد عملية تكميم المعدة بشكل أساسي على الوقت الذي حصل فيه التسريب، بالإضافة إلى حالة المريض، فإذا كانت حالته مستقرة فيتم اتباع الخطوات التالية في العلاج:
- تزويد المريض عن طريق الحقن بالمضادات الحيوية.
- تحويل تغذية المريض بدلاً من الفم إلى الأنابيب المتصلة مباشرة بالأمعاء حتى يلتئم موضع التسريب.
- تدعيم منطقة التسريب بدعامة مؤقتة.
- علاج أي عدوى في الجسم ناتجة عن التسريب الحاصل في المعدة.
أما إذا كانت حالة المريض حرجة وغير مستقرة، فإن التدخل الجراحي لإعادة تدبيس منطقة التسريب هو الحل المناسب أكثر.
كيف يمكن تجنب التسريب؟
ولتجنب حدوث التسريب بعد عملية تكميم المعده لا بد من التأكد من توافر الإمكانيات العالية لإجراء العملية، والتأكد من خبرة الجراح ومهارته في هذه العمليات، كذلك فإن اتباع التعليمات التي يقدمها الطبيب بعد العملية والالتزام بها والمتابعة المستمرة بعد العملية تعد أمرًا مهمًا لتجنب التسريب بعد عملية التكميم.
ما هو دور الجراح في تجنب التسريب بعد تكميم المعدة؟
للجراح دور هام في تجنب التسريب بعد تكميم المعده، حيث يمكن إجمال هذا الدور في النقاط التالية:
- أن تكون الأدوات المستخدمة وخاصة الدبابيس في عملية التكميم مضمونة وعالية الجودة.
- أن يكون الجراح ذو مهارة ودقة عالية بحيث يقوم بقص المعدة على نحو لا يسبب التسريب فيما بعد.
- أن يقوم الجراح بعد إنهاء تكميم المعدة وقبل إغلاق الشقوق باختبار تسريب المعده، وذلك عن طريق حقن سائل معين في المعدة فإذا كان هناك أي خلل، سيظهر التسريب وسيقوم الجراح بإصلاح الخلل ومن ثم اختبار تسريب المعده مرة أخرى.
ما هو دور المريض في تجنب التسريب؟
إن التزام المريض بالتعليمات التي يرشده إليها الطبيب يساعد بشكل كبير على تجنب التسريب بعد عملية التكميم، مثل:
- أن يقوم المريض بإعطاء كافة تفاصيل التاريخ المرضي له لطبيبه الخاص، وذلك حتى يتم تجهيزه جيداً قبل العملية بحيث يتم تجنب التسريب بعد عملية تكميم المعدة.
- أن يقوم المريض بالالتزام بالتعليمات الخاصة بالنظام الغذائي لما بعد عملية تكميم المعدة، كالاعتماد على السوائل والأطعمة اللينة بعد العملية.
- أن يلتزم المريض بكافة التعليمات الأخرى المتعلقة بفترة بعد عملية التكميم، من حيث ممارسة الرياضة وشرب المياه، وتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب بانتظام.