فشل جراحة السمنة أو فقدان الوزن كما يسميها البعض، يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات صحية كبيرة.
ويمكن أن تسبب أيضًا عواقب نفسية وعاطفية مدمرة، والتي غالبًا لا يتم الاكتراث بها بعد عملية فاشلة. وتقريبًا جميع المرضى الذين يعانون من مشاكل فشل جراحات السمنة مرورًا بنفس دورة المشاعر السلبية وذلك بعد سنوات مع محاولات اتباع نظام غذائي ومن ثم اختيار جراحة السمنة والتي انتهت بالفشل.
لذلك في هذه المرحلة من الوقت، قد يلقى العديد من الجراحين اللوم على المريض بسبب عدم التزامه بالمتابعة على النظام الغذائي الصحيح بعد إجراء الجراحة أو التخلي عن العادات الغذائية القديمة وعدم التواصل بشكل دوري مع الطبيب للاستشارة عند ظهور أي مضاعفات.
وقد يكون اللوم على عدم إجراء الجراح الإجراءات والتحاليل الكافية قبل الجراحة، وعادة يبدأ المريض فى التفكير في جراح أو طبيب آخر في النهاية لعلاج هذا الفشل في النتائج، ويبدأ هذا الطبيب بإجراء تقييم كامل للحالة حيث يتم تحديد المشكلة التي أدت إلى هذا “الفشل في النتائج” ويقترح تصحيح هذا الفشل سواء عن طريق تدخل جراحي أو نظام غذائي.
ويحتاج كل مريض يفكر في إجراء عمليات إصلاح جراحات السمنة الفاشلة أن يعرف أن هذه الجراحات التصحيحية لا تخلو من قدر من المخاطر أيضاً وتتطلب المزيد من الشجاعة من المريض والتشخيص الجيد من الجراح، ولحسن الحظ فإن فرصة النجاح أكبر بكثير بعد التشخيص والتقييم الجيد للحالة.
لهذا علينا أن نسأل:
لماذا قد تفشل بعض الإجراءات الجراحية في فقدان الوزن؟
قد يفشل أي إجراء جراحي لفقدان الوزن لعدة أسباب منها الآتي:
- فقد يعود المريض مرة أخرى إلى عاداته الغذائية القديمة ويبتعد عن النظام الغذائي الموصى به أو قد لا يلتزم ببرنامج التمارين الرياضية.
- عدم معالجة الطبيب المتابع مع الحالة لأي مضاعفات جراحية أو صحية تمت بعد إجراء الجراحة السابقة.
- عدم كفاءة الطبيب في إجراء التشخيص والتقييم الشامل للحالة أو قلة خبرته في إجراء نوع معين من عمليات السمنة.
- بعض العمليات القديمة أثبتت عدم الجدوى على المدى البعيد مثل “تدبيس المعدة أو جراحة الفراشة” وظهرت عمليات أكثر كفاءة.
وتختلف نسبة فشل جراحات السمنة باختلاف أنواعها، فهناك بعض الجراحات مثل جراحة تكميم المعدة وجراحة تحويل المسار لها نسبة فشل منخفضة أو أقل من بعض جراحات السمنة الأخرى مثل عملية حزام المعدة وعملية تدبيس المعدة والتي تكون معدلات الفشل بهم مرتفعةً نسبيًا.
إقرأ أيضاً: الدباسة الذكية الأحدث في عمليات علاج السمنة Signia
ما هي أعراض ومضاعفات فشل جراحة السمنة السابقة؟
بعض هذه المضاعفات بسيطة وقد يتم تداركها وعلاجها بالمتابعة المستمرة وتطورها قد يستلزم من الطبيب حل جراحي لتفاديها.
وفيما يلي بعض الأعراض والمضاعفات المرتبطة بفشل جراحات السمنة:
- كثرة القيء بعد الوجبات بوقت قصير.
- وجود انسداد بالأمعاء.
- انخفاض قدرة المريض على هضم الأطعمة الصلبة.
- ظهور القرحات الداخلية على جدار المعدة.
- وجود ألم مزمن أسفل عظمة الصدر مباشرة.
- زيادة قدرة المريض على الأكل بشكل كبير.
- ظهور حصوات في المرارة.
هناك أيضاً بعض أعراض فشل جراحات السمنة والتي قد تهدد الحياة بشكل أكبر مثل أعراض فشل جراحة المجازة اللفائفي الصائمية jejunoileal bypass التي قد تؤدي إلى الفشل الكبدي.
ما هي الأسباب التى تجعلك تتجه لتصحيح فشل جراحة السمنة السابقة؟
يعتبر السبب الرئيسي لإجراء جراحات تصحيح السمنة هو عدم الوصول إلى الوزن المثالي المنشود وزيادة الوزن المفقود مرة أخرى بعد إجراء الجراحة السابقة.
بالإضافة إلى عدة أسباب أخرى مثل:
- الاختيار الخاطيء منذ البداية للجراح المختص أو لنوع عملية السمنة مما أدى إلى نتائج عكسية بعد إجراء الجراحة.
- استمرار معاناة المريض من بعض الأمراض الناتجة المصاحبة للسمنة مثل داء السكرى و مرض ارتفاع ضغط الدم.
- وجود مضاعفات صحية طويلة المدى بعد الجراحة السابقة.
وعلى الرغم من ظهور بعض الأعراض الجانبية المعروفة لعدد من جراحات السمنة والتي تصل نسبة ظهورها في بعض الأحيان إلى 15% فقط من مجموع الحالات.
فإن هذه الأعراض الجانبية قليلة نسبياً مقارنةً بمضاعفات فشل الجراحة ويمكن معالجتها طبيًا دون اللجوء إلى خيار التصحيح الجراحي.
ما الذي يتم القيام به أثناء عملية تصحيح فشل جراحة السمنة؟
قد لا يكون هناك معيار محدد يتعلق باختيار أحد الجراحات عن الأخرى عند تصحيح عمليات السمنة السابقة.
وذلك قد يكون بسبب أن بعض الجراحين ليس لديهم خبرة طويلة وواسعة في تصحيح جراحات السمنة. لهذا السبب من الضروري أن يختار المريض جراح عملية التصحيح بعناية أكبر ويلتزم بتعليماته بشكل أكبر.
وقد يعتبر معظم الجراحين أن جراحة تحويل مسار المعدة هي الخيار الأفضل بعد العديد من الجراحات الفاشلة، كما يتفقون على أنه بمجرد فشل جراحة ربط المعدة، فإن أفضل خيار جراحي هو جراحة تحويل مسار المعدة.
بشكل عام جميع عمليات التصحيح قادرة على السيطرة على المخاطر بشكل كبير عن طريق جراح متمرس ذو خبرة واستخدام أدوات طبية حديثة ومتطورة تقلل من خطر فشل الجراحة.
وتصبح أهمية جراحة السمنة التصحيحية أكبر عندما ترتبط بوجود مضاعفات ناتجة عن فشل الجراحة السابقة مما يحتم إجرائها لتفادى تضخم المضاعفات.
ويعتبر الهدف الرئيسي من عملية التصحيح هو استعادة قدرة المريض على تناول وجبة متوازنة جيدًا دون أي أعراض مزعجة مثل الألم والغثيان والقيء بالإضافة إلى استعادة الثقة بالنفس وتحقيق الوزن المثالي المنشود.