من المعروف أن السمنة لها تأثير على أمراض أخرى مختلفة بما في ذلك مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والسرطان وتوقف التنفس أثناء النوم، ومؤخرًا تم اكتشاف العلاقة الوطيدة بين السمنة المفرطة وأمراض الكبد الدهنية. ومع ذلك، هل فكرت يومًا أن السمنة المفرطة يمكن أن تؤثر على جهازك المناعي؟
أظهرت الدراسات الحديثة التي أجريت على البشر وحيوانات التجارب المصابة بالسمنة المفرطة ضعف الاستجابة المناعية أو وظائف المناعة بشكل عام مما يؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بمختلف أنواع العدوى. لم يتم تحديد سبب ذلك بشكل كامل، ولكن دعونا نراجع ما هو مثبت طبيًا حول هذا التأثير المحتمل للسمنة المفرطه على الجسم.
ما هي علاقة التغذية بالعدوى وضعف المناعة؟
تشير الدراسات إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالألياف ومضادات الأكسدة مثل الفواكه والخضروات ويحتوي على ما يكفي من البروتين يساعد في الحفاظ على عمل جهاز المناعة بشكل صحيح. حيث تؤدي المغذيات الصغرى مثل الحديد والسيلينيوم والزنك والنحاس وكذلك الفيتامينات سي، هـ، أ، ب 6 وحمض الفوليك أدوارًا مهمة في الاستجابة المناعية للجسم.
الوجبات الغذائية الغنية بالسكر والدهون، أو تناول الكثير من السعرات الحرارية بشكل عام، تجعلك أكثر عرضة للعدوى. هذا لأنه يمكن أن يؤدي إلى زيادة في نسبة السكر في الدم أو قد يسبب تلفًا في الخلايا.وذلك عن طريق إنتاج مفرط لأنواع الأكسجين التفاعلية مقارنة بقدرة الجسم على إزالة السموم من الخلايا. يزيد هذا النوع من الضرر الناتج عن الأكسجين من فرص الإصابة.
إذا كان لديك كمية قليلة جدًا من البروتين، فأنت أيضًا عرضة لخطر سوء التغذية بالبروتين. وقد ارتبط هذا أيضًا بضعف كبير في المناعة. يعتقد بشكل عام أن أوجه القصور أو سوء التغذية لا يمكن أن تحدث لدى الفرد المصاب بالسمنة. ومع ذلك، يحدث نقص وسوء التغذية بسبب عدم اتباع نظام غذائي منظم. لذلك، يمكن أن تحدث عيوب في أي شخص يأكل بشكل سيئ، بغض النظر عن وزنه.
ما هي علاقة السمنة المفرطة بضعف المناعة؟
هناك أدلة قوية تشير إلى أن السمنة المفرطة تؤثر سلبًا على وظيفة المناعة والدفاع عن الجسم لدى الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة. سوف نعرض بعض نتائج البحوث المتعلقة بتأثير السمنة المفرطه على الاستجابة المناعية للعدوى، بما في ذلك مناقشة الآليات المحتملة.
تسبب السمنة بحالة التهاب مزمن منخفض الدرجة بالإضافة إلى اضطرابات في نسب المواد الغذائية وكذلك في الهرمونات المسؤولة عن هضم الطعام وحرق الطعام في الخلايا.وتم دراسة تأثير هذه الاضطرابات على الأمراض المرتبطة بالسمنة خلال العقد الماضي. ومع ذلك، لا يُعرف إلا القليل نسبيًا عن كيفية تأثر جهاز المناعة ودفاع الجسم.
تشير البيانات الوبائية إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة هم أكثر عرضة للإصابة بعدوى المستشفيات، خاصة بعد الجراحة. بالإضافة إلى ذلك، تم التأكيد على أهمية المناعة في المصابين بالسمنة المفرطه من خلال الدراسات الحديثة التي أفادت بأن السمنة هي عامل خطر مستقل لزيادة المرض والوفيات بعد الإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير (H1N1).
السمنة المفرطة ووظيفة المناعة
لا يزال الشخص المصاب بالسمنة المفرطة الذي يتناول طعامًا صحيًا ويمارس التمارين الرياضية عرضة لخطر انخفاض وظائف المناعة. وقد ثبت أن السمنة نفسها تضعف المناعة في بعض الدراسات. تتضمن بعض هذه النتائج المحددة ما يلي:
- انخفاض إنتاج السيتوكينات التي تلعب دورًا في الاستجابة المناعية للجسم.
- تغير وظيفة أحد أنواع كرات الدم البيضاء التي لها أدوار مناعية.
- اختلال وظائف الخلايا الليمفاوية.
- خلل الخلايا القاتلة الطبيعية.
- انخفاض الاستجابة لتحفيز الأجسام المضادة.
الخلاصة هي أن الدراسات أظهرت ضعف الاستجابة المناعية لدى الحيوانات والأشخاص المصابين بالسمنة المفرطة، مما يؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالعدوى. السبب الدقيق لهذه النتائج غير معروف، ولكن السمنة المفرطة مرض معقد للغاية ويتم تغيير العديد من العمليات والمسارات الطبيعية في الجسم، أي منها يمكن أن يؤثر على جهاز المناعة.
وقد أظهرت الدراسات نفس الفكرة حيث يكون المرضى في المستشفيات المصابين بالسمنة المفرطة أكثر عرضة للإصابة بعدوى ومضاعفات ثانوية، مثل الالتهابات الرئوية والجرثومية وعدوى الجرح والتهابات القسطرة.
بشكل عام، يبدو أن السمنة قد تزيد من خطر العدوى البكتيرية والفيروسية. كما تم اعتبار السمنة المفرطة، بحد ذاتها، كعامل خطر لزيادة شدة العدوى والوفاة من سلالة إنفلونزا الخنازير H1N1. قد يكون الأشخاص المصابون بالسمنة المفرطة معرضين أيضًا لخطر الإصابة بفيروسات مثل فيروس كورونا المستجد أو كوفيد-19 بسبب ضعف الاستجابة المناعية، على الرغم من أنه لم تتم دراستها حتى الآن.