الدعم النفسي بعد عمليات جراحة السمنة

تُعدّ جراحات السمنة خيارًا ثوريًا لعلاج السمنة المفرطة، والتي تقدم للحالات التي تعاني من زيادة الوزن فرصة لتحسين صحتهم ونوعية حياتهم بشكلٍ جذري، إلا أن هذه الرحلة لا تقتصر على الجانب الجراحي فقط، بل تتطلب دعمًا نفسيًا قويًا لضمان نجاحها على المدى الطويل.

وفي هذا المقال سوف نغوص في رحلة الدعم النفسي بعد عمليات جراحة السمنة مُجيبين على أسئلة جوهرية تُساعدك على فهم أهمية الدعم النفسي بعد عمليات جراحة السمنة وعوامل نجاحه، وكيفية الاستعداد له.

الدعم النفسي بعد عمليات جراحة السمنة

الدعم النفسي بعد عمليات جراحة السمنة هو جزء لا يتجزأ من رحلة التعافي والشفاء، صحيح أن عمليات جراحة السمنة، مثل تكميم المعدة وتحويل مسار المعدة، تعتبر خطوات جذرية لتحسين الصحة الجسدية والنفسية للمريض، ولكن النجاح في تحقيق الأهداف الصحية والوزنية المرجوة يتطلب دعمًا نفسيًا قويًا ومستمرًا.

ولمزيد من المعلومات حول الدعم النفسي بعد عمليات جراحة السمنة وأهميتها، وكيفية الاستعداد النفسي لجراحات السمنة؟ وكيفية التخلص من مخاوف عمليات السمنة؟ تابع القراءة.

العوامل المؤثرة على إتمام شفاء المريض

عند الحديث عن العوامل المؤثرة على إتمام شفاء المريض بعد عمليات جراحة السمنة، هناك عدة جوانب يجب مراعاتها لضمان التعافي السليم وتحقيق النتائج المرجوة، ومن بين هذه العوامل ما يلي:-

  1. النشاط البدني: البدء بممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بعد الجراحة، وذلك بعد استشارة الطبيب، يمكن أن يساعد في تسريع عملية الشفاء وتحسين الحالة الصحية العامة.
  2. الإلتزام بالتعليمات الطبية: من الضروري اتباع التعليمات التي يقدمها الطبيب بعد العملية، بما في ذلك تناول الأدوية بانتظام والالتزام بالجدول الزمني للمتابعات الطبية.
  3. التغذية السليمة: يجب اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يتناسب مع المرحلة بعد الجراحة، والتركيز على تناول البروتينات والفيتامينات والمعادن المهمة للجسم.
  4. الدعم النفسي: الدعم النفسي بعد عمليات جراحة السمنة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على الحالة النفسية للمريض، مما يساهم في تحسين عملية التعافي.
  5. الابتعاد عن العادات الضارة: يجب الامتناع عن التدخين وتجنب تناول الكحول، حيث يمكن أن يؤثران سلباً على عملية الشفاء ويزيدان من خطر حدوث مضاعفات.
  6. الالتزام بجلسات المتابعة: الحرص على حضور جميع مواعيد المتابعة الطبية يمكن أن يساعد في اكتشاف أي مشكلات محتملة مبكرًا ومعالجتها بشكل مناسب.

أهمية الدعم النفسي بعد عمليات جراحة السمنة

لا يكتمل نجاح جراحات السمنة إلى عبر الدعم النفسي الجيد بعد العملية، وتشمل أهمية الدعم النفسي بعد عمليات جراحة السمنة ما يلي:-

  • التكيف مع التغيرات الجسدية والنفسية

بعد إجراء عملية جراحة السمنة، يواجه المرضى تغيرات جسدية كبيرة وسريعة، ويفقدون الوزن بسرعة ويشعرون بتغيرات في شكل الجسم وحجمه، هذه التغيرات يمكن أن تكون مربكة وصعبة التكيف معها، لذلك الدعم النفسي بعد عمليات جراحة السمنة يساعد على قبول هذه التغيرات وتطوير صورة إيجابية للجسم.

  • معالجة الاضطرابات الغذائية

العديد من المرضى الذين يخضعون لجراحة السمنة يعانون من اضطرابات غذائية مثل تناول الطعام بشراهة أو تناول الطعام العاطفي، ولكن الدعم النفسي يوفر استراتيجيات لمعالجة هذه الاضطرابات ويعلم المرضى كيفية تبني عادات غذائية صحية ومستدامة.

  • التعامل مع التوقعات الواقعية

غالبًا ما تكون لدى المرضى توقعات غير واقعية بشأن نتائج الجراحة، ويمكن أن يعتقدوا أنهم سيحققون سعادة فورية أو أن كل مشكلاتهم الصحية والنفسية ستُحل بمجرد فقدان الوزن، ومع الدعم النفسي يساعد في تعديل هذه التوقعات ويقدم رؤية واقعية للنتائج المحتملة.

  • الوقاية من القلق والاكتئاب

التغيرات الجذرية في الحياة اليومية والجسم يمكن أن تؤدي إلى مشاعر القلق والاكتئاب، وهنا يأتي دور  الدعم النفسي بعد عمليات جراحة السمنة والذي يقدم تقنيات للتعامل مع هذه المشاعر، مثل تقنيات الاسترخاء، والعلاج السلوكي المعرفي، وغيرها من الاستراتيجيات التي تساعد المرضى على إدارة الضغوط النفسي

كيفية الاستعداد النفسياً لجراحات السمنة؟

كما أنه من الضروري الاهتمام بمراعاة الدعم النفسي بعد عمليات جراحة السمنة لابد أن من الاستعداد النفسي لجراحات السمنة، والذي يعد جزءًا مهمًا من نجاح العملية والتعافي بعدها، وإليك بعض النصائح للاستعداد النفسي بشكل جيد:-

  • فهم العملية بشكل كامل

تعرف على جميع جوانب الجراحة بما في ذلك المخاطر والفوائد والإجراءات المتبعة، وتحدث مع طبيبك واسأله عن أي شيء يشغل بالك لضمان شعورك بالراحة والثقة.

  • وضع توقعات واقعية

كن واقعيًا بشأن النتائج المتوقعة والتغييرات التي ستطرأ على حياتك بعد الجراحة، وافهم أن فقدان الوزن عملية مستمرة تتطلب التزامًا طويل الأمد بأسلوب حياة صحي.

  • التحضير العقلي للتغييرات

تحضر للتغييرات الكبيرة في نمط حياتك وعاداتك الغذائية، واحرص على تجهيز نفسك لتحديات ما بعد الجراحة مثل التغييرات في النظام الغذائي والروتين اليومي.

دور أخصائي الدعم النفسي بعد جراحات السمنة

الدعم النفسي بعد عمليات جراحة السمنة

يلعب أخصائي الدعم النفسي دورًا حيويًا بعد جراحات السمنة، والذي يساهم بشكل كبير في نجاح العملية وذلك من خلال ما يلي:-

  1. التدريب على المهارات: تعليم المريض مهارات التأقلم مع الإجهاد والضغوط النفسية، يمكن أن يحسن من تجربته العامة بعد الجراحة.
  2. تقديم المشورة الفردية: يعمل الأخصائي مع المريض لتطوير استراتيجيات التعامل مع التغيرات الجسدية، والنفسية بعد العملية.
  3. العلاج الجماعي: تقديم جلسات علاج جماعي يمكن أن يكون مفيدًا للمريض، ليشعر بأنه ليس وحده وأن هناك آخرين يمرون بتجارب مشابهة.
  4. التدخل عند الحاجة: في حال ظهور علامات القلق أو الاكتئاب، يمكن لأخصائي الدعم النفسي تقديم التدخلات العلاجية المناسبة للحد من تأثيرها على المريض.

ويمكن لأخصائي الدعم النفسي تحقيق ذلك من خلال:-

  • جلسات الاستشارة الفردية

تعد جلسات الاستشارة الفردية مع أخصائي نفسي جزءًا أساسيًا من الدعم النفسي، وخلال هذه الجلسات يمكن للمرضى مناقشة مخاوفهم توقعاتهم، والتحديات التي يواجهونها.

  • مجموعات الدعم

مجموعات الدعم التي تضم مرضى آخرين خضعوا لجراحة السمنة توفر بيئة داعمة، حيث يمكن للأفراد تبادل تجاربهم والنصائح، هذه المجموعات تعزز الشعور بالانتماء وتخفف من الشعور بالعزلة.

  • التثقيف والتوعية

تقديم المعلومات والتعليم المستمر حول التغيرات الجسدية والنفسية بعد الجراحة يساعد المرضى على الشعور بالتحكم والفهم لما يحدث في أجسامهم، ويشمل ذلك تقديم نصائح حول النظام الغذائي، والنشاط البدني، وكيفية التعامل مع التغيرات النفسية.

كيفية التخلص من مخاوف عمليات السمنة؟

عزيزي القارئ إن كنت مقبل على إجراء عملية من عمليات السمنة وتعاني من بعض المخاوف، فاحرص على قراءة النصائح التالية:-

  • البحث والتعلم

قم بالبحث المناسب لفهم كيفية عمل جراحة السمنة وما يمكن توقعه أثناء الإجراء وبعده، وتأكد من البحث عن المعلومات الصحيحة، وابتعد عن المقالات التي تركز على معدلات الفشل أو القصص السلبية، فهذه لن تفيدك في تهدئة قلقك.

  • الانضمام إلى مجموعة دعم

تحدث إلى أشخاص أجروا نفس العملية، حيث سوف يساعدك ذلك في تحقيق التوازن بين المعلومات العلمية والمشاعر وفهم العملية من وجهة نظر المريض.

  • ممارسة تقنيات الاسترخاء

استخدم استراتيجيات الاسترخاء لتهدئة نفسك مثل التأمل، أو ممارسة هواية إبداعية، أو ممارسة التمارين الرياضية.

  • البحث عن جراح تثق به

من المهم اختار جراح السمنة بعناية شديدة، إذ أن الطبيب الناجح يعني إجراء العملية دون حدوث أي مشكلات، وهذا سوف يساعدك في التخلص من أي مخاوف.

Scroll to Top