جراحات السمنة بين الماضي والحاضر

مشكلة السمنة من المشاكل المنتشرة منذ القِدم، وتم اعتبارها مرض يجب علاجه عن طريق جراحات السمنة منذ 20 عامًا فقط؛ حيث تطورت جراحات السمنة خلال هذه الأعوام بشكل ملحوظ، حتى انتقلت من ماضٍ مليء بالصعوبات والوفيات إلى حاضر غني بالفوائد وأقل المضاعفات.

جراحات السمنة في الماضي

كانت جراحات السمنة التقليدية في الماضي تعمل على تطوير ثلاث نقاط رئيسية وهم:

  1. تعديل كمية السعرات الحرارية المتناولة في اليوم (Restrictive procedures)
  2. الحد من امتصاص الجسم للدهون والسكريات (Malabsorptive procedure)
  3. الربط بين تعديل السعرات الحرارية وتقليل امتصاص الدهون والسكريات في عملية واحدة

وأول عملية مُعترف بها لعلاج السمنة كانت عام 1954 ونتج عنها الكثير من مشاكل سوء التغذية، وذلك نتيجة لمعاناة معظم المرضى من الإسهال الحاد والجفاف لذلك تم التوقف عن هذا الإجراء لعدم قبول مضاعفاته في علاج السمنة.

بعد فشل الأطباء في الاعتماد على امتصاص الدهون فقط لفقدان الوزن؛ توصلت الأبحاث للدمج بين التقنيتين بنسب متفاوتة عام 1966، حيث قام الدكتور ماسون بأول عملية تحويل المسار بعد أن لاحظ أن المرضى الذين واجهوا استئصال المعدة شبه الكلي قد فقدوا قدرًا كبيرًا من الوزن.

وأظهرت العملية نتائج تشير إلى انخفاض الإسهال ومُعدلات الإصابة حصى الكلى وحصى المرارة، وتحسين مستوى الدهون في الكبد. وكانت النتيجة النهائية هي التوصل لأول جراحة لعمليات تحويل مسار المعدة.

تطور جراحات السمنة في العصر الحديث

بعد اكتشاف عمليات تحويل المسار ومع تطور التقنيات الجراحية ودخول المنظار مجال التطبيق؛ استطاع الأطباء عام 1994 إجراء أول عملية تحويل مسار للمعدة بالمنظار بواسطة Alan Wittgrove13.

منذ ذلك الوقت تم إجراء أكثر من 340 ألف عملية لعلاج السمنة، بالتزامن مع حدوث العديد من التطورات داخل غرفة العمليات للتخلص من المضاعفات الخطيرة مثل النزيف أو التسريب الذي يحدث من أماكن القطع والتوصيل في المعدة حتي ظهرت تقنيات للتخلص من السمنة وبدون جروح أو خيوط جراحية.

أنواع جراحات السمنة في الحاضر

  • حزام المعدة

ظهرت عملية حزام المعدة “gastric banding surgery” في التسعينات، وهي عملية يتم فيها وضع حلقة حول المعدة من خلال جراحة المناظير. وبعد متابعة الحالات؛ أثبتت العملية فعاليتها في إنقاص الوزن؛ لذا أصبح العمل على تطويرها كبيرًا، وصارت من العمليات المُرشحة لبعض حالات السمنة المفرطة.

  • تحويل مسار المعدة

تتم عملية تحويل مسار المعدة (Gastric Bypass) العادية أو المصغرة بتوصيل الأمعاء بجزء صغير من المعدة بعد حوالي مترين منها، وذلك لإتاحة مسار مختلف للطعام لتقليل امتصاص السكريات والدهون بنسبة 70% مما يسبب فقدان الوزن بشكل واضح.

وعادةً ما يحتاج المريض إلى استخدام الفيتامينات والأملاح المعدنية مدى الحياة بعد تلك العملية لتعويض نقص الامتصاص.

  • تكميم المعدة

عملية تكميم المعدة “Sleeve Gastrectomy” هي عبارة عن قص طولي للمعدة لإزالة حوالي 80% من حجم المعدة الأساسي؛ ويتبقى جزء صغير لمساعدة المريض على تناول وجبات أصغر في الحجم يشعر معها بالشبع، بالإضافة إلى الحد من إحساس المريض بالجوع عن طريق إزالة جزء من قبة المعدة، وهو الجزء المسؤول عن إفراز هرمون الجوع (الجريلين).

  • عملية بالون المعدة بالمنظار

واحدة من أحدث عمليات التخسيس حيث يتم فيها وضع بالون داخل المعدة باستخدام المنظار الطبي، ويكون البالون بداخله محلول ملحي حتى يشعر المريض بالشبع، ويمكن إزالته بعد ستة أشهر عندما يفقد المريض الوزن المطلوب إنقاصه.

  • عملية تدبيس المعدة

ويتم فيها تدبيس المعدة؛ أو فصلها إلى جزئين باستخدام دباسات طبية متخصصة في تلك المهمة، وذلك لتصغير حجم المعدة لدى المريض.

أحدث التقنيات العالمية في جراحات السمنة

مع اكتشاف المناظير الحديثة واستخدام دباسات المعدة المتطورة، توصلت الأبحاث والتجارب إلى طرق جديدة لضمان أمان وفعالية جراحات السمنة مثل:

تصغير المعدة عن طريق عمل خياطة داخل جدار المعدة باستخدام المنظار.

علاج فشل عمليات تحويل المسار في بعض الحالات عن طريق تصغير الوصلات بين المعدة والأمعاء.

في النهاية؛ ينبغي توضيح أن اختيار نوع العملية الأنسب يعتمد على حالة المريض ورؤية الطبيب. ولجراحات السمنة بعض الأعراض الجانبية التي يُمكن تجنبها باختيار المركز المُتخصص في جراحات السمنة، واختيار الجراح المُحترف الخبير بمثل تلك الحالات، وأخيرًا التأكد من جودة الأدوات المُستخدمة لمنع الإصابة بالعدوى البكتيرية والنزيف.

Scroll to Top